Skip to content
Home » القطة العمياء: الرحمة المفقودة وأهميّة تربيتها في ضوء الإسلام

القطة العمياء: الرحمة المفقودة وأهميّة تربيتها في ضوء الإسلام

    في عالم يزداد فيه الإهمال والتخلي عن الحيوانات، تبرز فئة من الكائنات الضعيفة التي تحتاج إلى رعاية خاصة وعطف استثنائي، ومنها القطط العمياء. قد يظن البعض أن رعاية حيوان فاقد للبصر أمر مرهق أو غير ذي جدوى، لكن في الواقع، هي فرصة عظيمة لممارسة الرحمة التي دعا إليها الإسلام، وسلوك طريق الأجر والثواب.

    القطة في الإسلام: مكانة خاصة وعناية إلهية

    منذ فجر الإسلام، حظيت القطط بمكانة متميزة في الشريعة الإسلامية. فقد رُويت أحاديث كثيرة عن حب النبي محمد ﷺ لها، ومنها قصة القطة “مُزْة” أو “مُويْسة”، التي كانت تنام في حجر النبي أو على ثوبه، فكان ﷺ لا يزعجها ولا يوقظها، بل يقطع الثوب إن لزم الأمر كي لا يوقظها.

    في حديث رواه البخاري، قال رسول الله ﷺ:

    “دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.”

    هذا الحديث يبين مدى خطورة القسوة تجاه الحيوانات، ويؤكد أن الرحمة بالحيوان سبب لدخول الجنة، كما أن ظلمها والتفريط فيها سبب للعذاب.

    القطة العمياء: أضعف خلق الله وأحقّهم بالعناية

    إذا كانت القطة السليمة تستحق العطف والرعاية، فكيف بالقطة التي فقدت بصرها؟
    هذه المخلوقات تعاني من تحديات مضاعفة في الأكل، المشي، اللعب، وحتى الشعور بالأمان. لذا فإن تبني قطة عمياء أو رعايتها هو تصرّف إنساني نبيل ينسجم تمامًا مع أخلاق المسلم الصادق، الذي قال فيه النبي ﷺ:

    “الراحمون يرحمهم الرحمن.”

    هل أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بتربية القطط؟

    لم يرد نصٌّ مباشر بأن النبي ﷺ أوصى “بتربية القطط”، لكن أفعاله وسنّته العملية تدل على الاهتمام بها ورحمتها وعدم أذيتها، بل والنهي عن إيذائها. وهذا يكفي لأن يُعدّ المسلمون على خطى نبيّهم في الإحسان إلى هذا الحيوان، خصوصًا عند ضعفه أو مرضه.

    بل إن العلماء أفتوا أن النفقة على الحيوان الأليف المحتاج تكون من الصدقة، وأنّ في رعايته أجر عظيم.

    فوائد تربية قطة عمياء

    1. نيل الأجر والثواب: كل لحظة تصرفها في رعاية مخلوق ضعيف تُكتب لك في ميزان حسناتك.
    2. تعزيز الرحمة في القلب: التعامل مع حيوان فاقد للبصر ينمّي في الإنسان روح العطف والتواضع.
    3. قدوة حسنة للأطفال: وجود قطة عمياء في البيت يعلّم الأطفال حب الضعفاء والرأفة بالحيوان.
    4. مرافقة محبّة ومخلصة: القطط العمياء غالبًا ما تكون أكثر اعتمادًا على أصحابها، فتمنحهم حبًا مضاعفًا.

    في الختام

    إن رعاية قطة عمياء ليست عبئًا، بل هي فرصة ذهبية لتطبيق معاني الإسلام في الرحمة والإحسان واللطف. وربما تكون سببًا لدخول الجنة، كما دخلها الرجل الذي سقى كلبًا، أو هلكت فيها المرأة التي حبست قطة.

    في زمنٍ كثرت فيه القسوة، لنجعل من بيوتنا مأوى للضعفاء، ومن قلوبنا مأوى للرحمة، ولنعمل على إحياء سُنّة الحبيب المصطفى ﷺ في التعامل الرحيم مع الحيوان.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *